12‏/12‏/2011

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 2011 : كلمة محمد زيدان لأعضاء حركة حق الشبابية



في البداية نرحب بكل الحقاويين والحقاويات في يومكم "اليوم العالمي لحقوق الانسان" باعتباره احتفالاً يحمل في طياته احياءً للمعايير والقيم التي حملها "الاعلان العالمي لحقوق الانسان"، منذ صدوره باعتباره حدثاً تاريخاً يحمي القيم الانسانيه ويرسخها في أول إجماع تاريخي على هذه القيم.

وبهذه المناسبة التي تلتقي فيها منتديات "حركة حق الشبابية" للدورة الحالية 2011 / 2012 لتعيد حركة حق الشبابية الى ما عهدناه عنها – حركة الشباب والهوية، حركة المباديء والتربية للحقوق مع العمل التطوعي والخدمة لمجتمعنا. وبهذا اللقاء نؤكد على افكارنا ومبادئنا امام انفسنا وامام مجتمعنا من خلال الرسائل التي تحملها هذه الحركة منذ نشوئها كمشروع طلائعي خلاق في المؤسسة العربية لحقوق الانسان، هذه المباديء التي يمكن تلخيصها بالرسائل التالية:

1. الرسالة الأولى : تجاه قضايا مجتمعنا المحلية :

حركة حق الشبابية قامت على أساس الجمع بين العامل الوطني والمركب الحقوقي في هويتنا وتحديد مسؤولياتنا ودورنا تجاه مجتمعنا. ولذلك أتوجه إليكم أيها الشباب أن تبقى البوصلة دائما نحو كل ما هو جميل وفيه الخير لمجتمعنا وكرامة أفراده على قدم المساواة... للرجل والمرأة للكبار والأطفال ولكل أفراد المجتمع بعيدا عن كل مظاهر العنف التي تجتاح بلداتنا، والتي تمس بحقنا الأساسي بالأمن والأمان ...

- حركة حق تؤمن بالعمل التطوعي الجماهيري قاعدة للمشاركة والعطاء من اجل التغيير، وترفض "الخدمة المدنية الإسرائيلية" بكل مسمياتها لأنها تقوم على نقيض هويتنا وانتماءنا – نحن نؤمن ونتصرف باعتبارنا جزءً من شعب وقومية عريقة – لسنا مجموعة طوائف ولا حمائل – نفتخر بتراثنا وهويتنا وتاريخنا، بالوقت ذاته نحمل نظرة متفائلة ومشروع حضاري تقدمي نحو المستقبل الذي نتمناه لأنفسنا ولمجتمعنا ، قائم على قواعد الاحترام والمساواة ... قواعد العدل والتسامح ....

2. الرسالة الثانية - بالعلاقة مع الدولة ومؤسساتها :

- تؤمن المؤسسة العربية وحركة حق الشبابية بعمق انتمائنا لهويتنا الوطنية كجزء أصيل من الشعب الفلسطيني، دون تناقض أو أزمة مع حقنا بالحقوق المدنية والسياسية، فنحن أصحاب حق نرفض التمييز والعنصرية . وحقنا بالأرض والتطور وإنهاء سياسة التهويد وهدم البيوت هو حق أساسي وطبيعي لنا.

- ولن نقبل بسياسيات القمع والكبت أو القوانين العنصرية وبضمنها سلسلة القوانين الأخيرة التي تهدف لإعادة تعريف علاقتنا بالدولة "كضيوف" وليس كأصحاب حقوق – موقفنا واضح فنحن أصحاب الأرض الأصليون ، وحقوقنا لا تقبل المساومة والمبادلة – نتطلع لعلاقة تضمن حقوقنا الجماعية والفردية، ولحماية حقوقنا المدنية والسياسية ، وحقوقنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية دون أن نتنازل عن حقوقنا الوطنية وهويتنا القومية والإنسانية.

3. الرسالة الثالثة - على المستوى الوطني الفلسطيني :

- نحن جزء فاعل من النضال ضد الاحتلال: مع حق شعبنا الفلسطيني بحياة حرة كريمة .. مع النضال من اجل الحرية والاستقلال والدولة المستقلة – مع حق العودة لكل اللاجئين وضد الاستيطان، من أجل إنهاء الحصار على غزة وسياسة الاستيطان في الضفة والقدس – مع إنهاء كل مظاهر العنصرية والابرتهايد وعلى رأسها إزالة جدار الفصل العنصري وتطبيق الشرعية الدولية على ارض فلسطين.

- كما أن لنا موقفا داعما لوحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء كل أشكال الفرقة والتمزيق الداخلي التي لا تفيد إلا المتربصين بشعبنا وحقوقه المشروعة.

4. الرسالة الرابعة - بالعلاقة مع محيطنا العربي :

- علينا أن نؤكد أننا مع حق الشعوب بالحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية واحترام حقوقها المدنية والاقتصادية والاجتماعية وكافة الحريات الإنسانية الأساسية.

- في الوقت ذاته نرفض التدخل الأجنبي ومحاولات الدول الغربية استغلال الثورات العربية وحرفها عن مسارها المناهض للظلم والدكتاتوريات، خدمة لأجنداتها المعادية لحقوق الشعوب الثائرة، ولذلك نؤكد دعمنا وانحيازنا لثورات الشباب والشعوب العربية ونرفض التدخل الأجنبي بكل أشكاله مهما تعددت مسمياته وتسمياته في مصر وتونس وليبيا كما في سوريا واليمن ودول الخليج وكل العالم العربي.

- كما أننا نؤمن بحق الشعوب ببناء أنظمتها القانونية ونظمها السياسية على قاعدة احترام الحقوق الإنسانية والمدنية لكل مواطنيها بعيدا عن التعصب الطائفي وأشكال القمع والتسلط القبلي من اجل مجتمع يستحق الحياة مجتمع المساواة للرجل والمرأة والسعادة والحقوق والكرامة للأكثرية والأقلية دونما تمييز .

5. الرسالة الخامسة - رسالتنا على المستوى العالمي :

- لأننا نعتبر أنفسنا جزء من حركة عالمية تقوم على مبادئ السلام والحرية والعدالة، فإننا نرفض كل أشكال التسلح والحروب، ونؤمن بحق الشعوب بالاستقلال السياسي والاقتصادي. وندعو لعالم خال من الفقر والمجاعة، عالم يقوم على احترام حقوق الإنسان دونما تمييز، ونؤمن بالتضامن الإنساني والمسؤولية المشتركة من اجل استغلال الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة لدعم العلم والتطور خدمة للبشرية جميعا.

قبل أن انهي لا بد من العودة إلى الحلقة الأولى والتذكير بيوم الغد الأحد – الإضراب العام والشامل الذي أعلنته "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"، والمظاهرة الوحدوية أمام مكتب رئيس الحكومة في القدس نصرة للنقب، واحتجاجا على مخطط ما يسمى بـ "برافر" لمصادرة 800 ألف دونما من أراضي النقب وترحيل 40 ألف فلسطيني من قراهم، استمرارا للحملة القائمة ضد شعبنا منذ نكبتة بالعام 48 من خلال استمرار محاولات الترحيل والتركيز والتهجير، مع تصاعد العنصرية والتمييز ومصادرة الأرض وهدم البيوت – وأدعو كافة الحضور للمشاركة الفاعلة بإنجاح الإضراب العام كل في بلده ، والمشاركة الجماهيرية الحاشدة بالتظاهرة في القدس.

وأخيرا نذكّر أن هذا اللقاء في اليوم العالمي لحقوق الإنسان جاء استمرارا لعمل المؤسسة العربية لحقوق الإنسان ومشروعها في التربية والعمل الجماهيري – من خلال مشروع حركة حق الشبابية، التي قامت وستبقى على قاعدة بناء حركة شبابية تؤمن بالحقوق الإنسانية العالمية قاعدة لفكرها وممارستها، وتؤمن بدورها في بناء مجتمعنا على قاعدة معرفة الحقوق والإيمان بها كخطوة أولى، والأهم من ذلك أن تعمل من اجل تطبيقها حتى لا تبقى أفكارا عامة، بل أساسا للتنفيذ والتطبيق من خلال العمل التطوعي والخدمة المجتمعية القائمة على إدراك أهمية دور الشباب، لا في خدمة الحاضر وتغييره فحسب، بل في رسم معالم المستقبل وتحديد آفاقه ... وكلنا أمل أن يكون لقاءنا اليوم انطلاقة جديدة لحركة حق الشبابية لتعود وتمارس دورها ألطلائعي كما عهدناه منذ تأسيس الحركة قبل 4 أعوام. هذه هي حركة حق الشبابية وهذا هو برنامجنا الذي نلتقي عليه اليوم وهذا دورنا كما نراه.

الناصرة 10/12/2011